الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن محمد، وينتهي نسبه إلى بني زيد، ولد في أحد ضواحي الوشم سنة (1365هـ)، بدأ حياته العلمية في الكتاب ثم انتقل إلى الرياض عام (1375هـ) وأنهى الابتدائية فيها والمعهد العلمي للمتوسطة والثانوية، ومن ثم كلية الشريعة وكان بها منتسبًا، وتخرج فيها سنة (1387- 1388هـ) وكان ترتيبه الأول، وكان من أبرز تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ محمد الصالح بن عثيمين يرحم الله الجميع، وكان رحمه الله صاحب قلم سيال أدهش من حوله ببراعة سبكه للكلمات وجودة معنى ألفاظه، وتوفي يومَ الثلاثاء السابع والعشرين من شهر الله المحرَّم سنة (1429هـ) عن عمر يناهز الرابعة والستينَ عامًا قضاها في العلم والإمامة والخطابة والقضاء والفُتيا والتدريس والتأليف وعضوية أو رئاسة المجامع العلمية ولجان الإفتاء وهيئاتِ العلماء.
كتاب شيق مفعم بالعاطفة الدينية، التي جاءت في لغة علمية شرعية أدبية، يتناول جانبًا مهمًّا من جوانب قضية المرأة في الإسلام حيث يفند الدعاوى المغرضة الهادفة إلى امتهان المرأة، بالدعوة إلى سفورها، ويوضح تكريم الإسلام للمرأة، بإبراز حقوقها في الإسلام، وتوضيح واجباتها، ويعرض ذلك كله من خلال الأدلة من الكتاب والسنة، هادفًا إلى إخراج رسالة للناس؛ لِـتَـثْبيتِ نساء المؤمنين على الفضيلة، وكشف دعاوى المستغربين إلى الرذيلة.
هذا الكتاب يكشف عن مخاطر الدعوة إلى الخلط بين دين الإسلام وبين غيره من الأديان الباطلة كاليهودية والنصرانية، التي تعقد لها أمم الكفر المؤتمرات المتتابعة باسم «التقريب بين الأديان» و«وحدة الأديان» و«التآخي بين الأديان» و«حوار الحضارات»، ويبين أن هذه الدعوة من أبشع دعائم الكهفَين المظلمَين: «النظام العالمي الجديد» و«العولمة»، اللذين يهدفان إلى بث الكفر والإلحاد، ونشر الإباحية، وطمس معالم الإسلام، وتغيير الفطرة.
رسالة صغيرة الحجم؛ إلا أنها تحمل في طياتها علما غزيرا, وفقها عميقا، فقد احتوت الرسالة على تحذير من الفتن بوجه عام؛ ومن فتنة الإرجاء على وجه الخصوص، وهي فتنة قد عمت وللأسف كثير من بلاد المسلمين, ولُبس الأمر على بعض ضعاف الإيمان فاخترق مذهب الإرجاء قلوبهم وعشش فيها. وقد تكلم في هذا الأمر قديما العديد من علماء السلف, وبينوا ضلال مذهب أهل الإرجاء وصنفت فيه التصانيف الكثيرة؛ وقد وضَّح الشيخ المسألة بأسلوب سهل, لا يصعب على العوام ولا يمله طالب العلم.